بعد نهاية اللقاء الاستعراضي الذي جمع نادي إنترخت فرانكفورت بنادي تشيلزي الإنجليزي على ملعب “كومرزباكـ آرينا” بفرانكفورت، بلعيدhttp://www.elheddaf.com/data/common/media/image_details/article-7447-02.jpg
اقتربنا من الدولي الجزائري حبيب بلعيد لنتعرف على رأيه حول هذه المباراة وبعدها حول المردود الذي قدمه خلال الـ 45 دقيقة التي لعبها (اللاعب دخل مع بداية الشوط الثاني). وتحدثنا معه حول مستقبله في الفريق وكذا عن العلاقة التي تربطه بمدربه “مايكيل سكيب” الذي يظهر عليه أنه لن يعتمد على المدافع الجزائري هذا الموسم، ولم ننس أن نعود به إلى مشاركة الفريق الوطني خلال كأس العالم الأخيرة وتفضيله اللعب مع المنتخب الجزائري عوض المنتخب التونسي. للتذكير فقط، الحوار الذي قمنا به مع اللاعب حبيب بلعيد جاء 15 دقيقة قبل محاورتنا لمدرب نادي إنترخت فرانكفورت.
لنبدأ بالعودة إلى اللقاء الذي لعبته مع ناديك إنتراخت فرانكفورت أمام تشيلزي، وحققتم فوزا لـ “البريستيج”، كلمة حول هذا الفوز؟
أقول إننا حققنا فوزا مستحقا، ورفع من معنوياتنا مع اقتراب انطلاق المنافسة الرسمية، شيء جيد بالنسبة لي كذلك لأنني منذ مدة طويلة لم أشارك مع فريقي ولم ألعب أي لقاء منذ فترة طويلة، مشاركتي اليوم تثبت أن ما يروج عني في الأيام الأخيرة عبر الصحافة الألمانية، مجرد إشاعات ولا يوجد أي شيء صحيح مما يقال، من غير الطبيعي أن أشارك لمدة شوط كامل أمام فريق كبير مثل تشيلزي وأنا لا أدخل ضمن حسابات المدرب للموسم الجديد، صحيح أنه يلزمني عمل كبير إذا أردت أن أثبت له ما أريد الوصول إليه فعليا.
كيف تقيم مردودكـ طيلة الشوط الذي لعبته؟
من دون أي مبالغة أقول إنني لعبت لقاء جيدا أمام منافس من العيار الثقيل، دون أن أنسى الاعتراف أن البداية كانت صعبة للغاية بالنسبة لي، ليس من السهل أن أبدأ أمام تشيلزي، أشكر الله على كل شيء، اللقاء مرّ على ما يرام بالنسبة لي ولفريقي، الاستفادة من مدة لعب معتبرة يجعلني أسترجع الثقة في نفسي، ويمكنني من استرجاع ملامح لعبي قبل أيام من مباراة الفريق الوطني.
بعدما استفدت من راحة لمدة ثلاثة أسابيع بعد مشاركتك مع الفريق الوطني في كأس العالم الأخيرة، كيف تشعر حاليا من الناحية البدنية؟
نعم بعدما استفدت من راحة مدتها ثلاثة أسابيع يمكنني أن أقول الآن إنني أسترجع ببطء إمكاناتي البدنية، مرّ لحد الآن أسبوعان فقط منذ أن عدت للتدريبات مع الفريق، أعتقد أنني سأحسن من مردودي البدني في الأيام القليلة المقبلة، لأنني أعرف أن ما قمت به في التدريبات كان شاقا لكن لا بأس المهم هو أن أكون جاهزا عند انطلاق المنافسة الرسمية، إنني أقوم بمجهودات كبيرة في تدريبات الفريق لأثبت لمدربي أني أستحق مكانا في هذا الفريق وأستطيع اللعب، وحتى إن قام بإقحامي لمدة 15 دقيقة لن أتوقف عن العمل بسهولة وسأواصل العمل.
هل هنأكم المدرب على مردودكم بعد المباراة؟
نعم لقد قال لي: لعبت جيدا. لكن أستطيع القول بأني لست محتاجا لهذا كي أتقدم، أعرف جيدا إمكاناتي وأعلم جيدا ما ينتظرني. سأحاول استعادة كل طاقاتي البدنية لكي أكون في أحسن حالاتي على أرضية الميدان.
ذكرت بعض الصحف الألمانية أن مدربك “ميكايل سكيب” يبدو غير مقتنع بأدائك ولا ينوي الاعتماد عليك كثيرا الموسم القادم، ماذا يوجد بالضبط في هذا الأمر؟
في الحقيقة هذا صحفي لم أرد إجراء حوار معه هو من أنشأ هذه السخافات، لكي يقول المدرب بأنه غير مقتنع بي فهذا غير صحيح تماما. شاركت في مباراتين وديتين، الأولى فزنا فيها بنتيجة 13-0 والثانية أمام سانتاندار ولا أعلم لأي سبب يكون المدرب غير راض عني. اسألوا لحسن سيقول لكم أني في ربع الساعة التي لعبتها كنت جيدا على العموم، بالنسبة لي الحمد لله كل شيء على ما يرام ولا أريد الدخول في هذه المتاهات.
ما هي طبيعة العلاقة بينكما؟
هي علاقة لاعب بمدربه لا أكثر ولا أقل، ولست بحاجة إلى أكثر. في المقابل الميدان هو الذي يفصل، إن كان يضع في ثقته سأحاول آنذاك فعل كل شيء لتشريفه وكما رأيتم اليوم فلقد قمت بدوري كما يجب أمام تشيلزي، وعليه لا يوجد أي شيء يدعو للقلق.
حتى وان لا يزال شهر على غلق فترة الميركاتو، هل نستطيع القول إن بلعيد باق في فرانكفورت؟
أظن أن كل شيء سيتضح بعد المباراة الودية التي سألعبها مع المنتخب الوطني أمام الغابون، أتمنى أن يظهر كل شيء قبل الخامس عشر من أوت وبعدها سأرى. كل هذا يجعلني أستطيع القول بأني مرتاح هنا في فرانكفورت ولا أرى أي داع يدفعني للمغادرة. على كل حال سأرى في الوقت المناسب.
في الأسابيع الماضية سمعنا أن العديد من الفرق الفرنسية مثل “لونس” و”موناكو” أبدت اهتماما بخدماتك. ماذا كان هناكـ بالضبط؟ وهل تلقيت عروضا رسمية من هذه الفرق؟
كما تعلمون، بين إبداء الاهتمام والعرض الرسمي يوجد فرق شاسع. كما سبق وقلت لك، حاليا أنا في “انتراخت” وأنا مرتاح في هذا الفريق. إن كانت هناك عروض قبل نهاية فترة الانتقالات، سأجلس مع الفريق الذي يتقدم بالعرض حول طاولة للتفاوض. في فرانكفوت لا ينقصني أي شيء، على كل حال الفريق يملك ملعبا جميلا أين تكون فيه الأجواء دائما مميزة. بعدها لا يزال يبقى لنا تربص في النمسا، واضح أن بعد مباراة الغابون سأتخذ القرار النهائي بخصوص مستقبلي.
لنتكلم قليلا عن المنتخب الوطني، إذا طلب منك تقييم مشوار المنتخب في المونديال، ما ستقول؟
أنا سعيد بما قمنا به وحزين في نفس الوقت لأني أظن بأننا كنا قادرين على تحقيق نتائج أفضل. يلعب معي هنا في فرانكفورت لاعب أمريكي يسمى “ريكاردو كلارك” ولقد قال لي بأن المنتخب الجزائري أبهرهم وفاجأهم. وقال لي أيضا أن الأمريكيين لم يكونوا ينتظرون ذلك الأداء الجيد من اللاعبين الجزائريين وأكد أنه لو سجل جبور هدفا في بداية المباراة لكانت النتيجة مغايرة تماما، بصراحة أظن بأننا تطورنا كثيرا في جنوب إفريقيا. وأكدنا أننا فريق صلب أمام المنتخبات الكبيرة وكنا قادرين على التأهل للدور الثاني. حاليا لقد أصبحنا الفريق الذي يجب الفوز عليه ولهذا علينا التحضير بجد وأن نكون حذرين خاصة.
ألست متأسفا لعدم مشاركتك في أية ثانية في مونديال جنوب إفريقيا؟
لا، إطلاقا لست متأسفا، فبمجرد أنني تلقيت الدعوة من طرف الناخب الوطني للمشاركة في المونديال فهذا يكفيني فخرا واعتزازا، والآن يجب التفكير أكثر فيما ينتظرنا مع التحدي الجديد وهو التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة لدورة 2012، وحينها من دون شك ستكون الأمور مختلفة، ليس من حقي أن أنزعج لعدم المشاركة في المونديال في ظل تواجد عناصر بارزة وتألقت في المونديال في صورة بوڤرة، حليش وعنتر يحيى وهم الذين أدوا دورهم على أكمل وجه، وبالنسبة لي فسأنتظر فرصتي لفرض نفسي دون افتعال المشاكل أو ما شابه ذلك.
حدّثنا قليلا عن اندماجك في المجموعة مع أول تجربة لك في المنتخب الوطني على هذا الصعيد؟
لقد اندمجت بسرعة فائقة مع المجموعة بفضل التسهيلات التي وضعها لي رفاقي ولا يمكنني أن أنسى لهم ذلك، اللاعبون القدامى ساهموا كثيرا في ذلك، صحيح أنه من الوهلة الأولى تجد أن اندماج 7 لاعبين مرة واحدة ضرب من الخيال لكن بالنظر إلى الأجواء السائدة داخل المجموعة والروح العائلية ما بين اللاعبين فقد أصبحنا أصدقاء. اللاعبون القدامى وجدوا فينا حب العمل والوطن وتأكدوا في نهاية المطاف من أننا جئنا إلى المنتخب الوطني من أجل تشريف الراية الوطنية والمثابرة من أجل ذلك ولا شيء غير ذلك، ويمكنني أن أؤكد أنه طيلة الشهرين اللذين قضيناهما معا في التربص أو المونديال سارت الأمور على أحسن ما يرام.
الناخب الوطني جدد في شخصك الثقة بحيث وجّه لك الدعوة للتربص المقبل الذي تتخلله المباراة الودية أمام الغابون وهذا ما يعني أنه راض عن إمكاناتك، ما قولك؟
بالتأكيد، هذه الأمور مهمة للغاية بالنسبة لي ومن الرائع أن يجدد المدرب الوطني ثقته في شخصي، وكما سبق لي أن صرّحت به فقد اخترت اللعب للجزائر من أجل تقديم شيء ما للكرة الجزائرية وكتابة التاريخ بأحرف من ذهب وإلا فما هو الداعي للقدوم واللعب في المنتخب الوطني إن لم أكن قادرا على تقديم الإضافة، وليس مثلما يعتقد البعض بأنني جئت لأجل المونديال، وقد قلت هذا الأمر للمدرب في البداية وأرى أنه أحسن فهمي وطريقة تفكيري، وأنا الذي لا أبلغ من السن إلا 24 سنة ولا يزال أمامي الكثير لأقدمه لمنتخب بلادي.
بالإضافة إلى أنك جزائري، فلديك أصول تونسية، ومن قبل طلبت منك الاتحادية التونسية اللعب في المنتخب التونسي لكنك رفضت، بعد سنوات قليلة فقط اخترت اللعب للجزائر، ما السبب وراء هذا الاختيار؟
إنه الشيخ (يقصد سعدان)، وهو الذي لعب دورا كبيرا في اختياري اللعب للمنتخب الوطني الجزائري، فبعدما اتصل بي وأكد لي بأن الجزائر بحاجة إليّ لم يكن بوسعي الرفض وقبلت الدعوة بسرعة لأن كلماته كانت مباشرة وأثر فيّ كثيرا، والمهم أنني مفتخر باختياري ولن أندم إطلاقا.
ولماذا رفضت اللعب للمنتخب التونسي من قبل؟
كنت صغير السن، وحينها لم يكن بوسعي اتخاذ أي قرار حاسم مثل ذلك، وعليه فقد كانت الأمور صعبة عليّ بعض الشيء.
كنت تأمل في اللعب مع منتخب فرنسا من قبل، أليس كذلك؟
لا إطلاقا، لأنني لم أكن أفكر في اللعب للمنتخب الفرنسي من قبل، صحيح أنني لعبت في الأصناف الصغرى لمنتخب فرنسا وكنت أتوقع تلقي الدعوة في يوم من الأيام للمنتخب الأول، لكن لم تكن لديّ رغبة في اللعب هناك لأنني من صغري وأنا أفكر مليا في الاختيار ما بين الجزائر وتونس و لا مكان لفرنسا في قلبي، وفي نهاية المطاف اخترت اللعب لـ “الخضر” ولم أندم على ذلك.
بعد أيام قليلة فقط ستواجهون منتخب الغابون في الجزائر، وستكون لك فرصة اللعب لأول مرة في الجزائر وبملعب 5 جويلية الأولمبي، فكيف تنتظر هذا الحدث؟
صراحة، أنا متشوق كثيرا لاكتشاف الحماس الشديد الذي سمعت عنه الكثير في ملعب كبير من حجم 5 جويلية، بالإضافة إلى أنصارنا الذين اشتقنا إليهم، وقد حدثنا اللاعبون القدامى عن الأجواء في 5 جويلية ونتمنى أن نكون في مستوى هذا الحدث وننجح هذا العرس مع الجماهير الجزائرية، وسنرى كيف ستجري الأمور يومها في أحسن ملعب بالجزائر حسب معلوماتي.
بماذا تريد أن أختم؟
أشكرك كثيرا على قدومك إلى غاية هنا من أجل رؤيتي والحديث معي، فهذا يشرّفني كثيرا وأستغل الفرصة لأقدم التحية إلى جميع أنصار المنتخب الوطني الجزائري